الأرشيف

 المعادي هي اول منطقه في العالم يظهر بها تجمع سكني :

المعادي هي اول مناطق العالم يظهر بها تجمع سكني وذلك من حوالي 30الف سنه تقريبا حيث عاش سكانها القدامي في الاماكن المرتفعه مثل الجبال والهضاب والكهوف والتلال هربا من السيول والفيضانات وكذلك الحيوانات المفترسه والعملاقه
وعندما قلت الامطار وساد الجفاف واختفت النباتات وانقرضت الحيوانات نزل سكان المعادي القدامي من المناطق الرتفعه الي منطقه الوادي ودجله وهاتان المنطقتان هما من اقدم المناطق الموجوده في العالم .
وكلمه وادي هي تعني (الطريق المنفرج بين الجبال والهضاب الذي يتخلله بعض المغارات والمخابئ ) اما كلمه دجله فهي تعني (النهر ذو الشاطئ العالي من علي الضفتين )

 حضارة المعادي :
ما هو المقصود بكلمه حضارة :
هو الاسلوب المعيشي الذي يعتاد عليه الانسان من تفاصيل صغيرة في حياته الي تفاصيل اكبر يعيشها فى مجتمعه وهو يتعامل مع الاشياء الماديه والمعنويه التي تدور حوله وبشعورة الانساني تجاهها وبمفهوم اخر بسيط هو ان الحضارة تعني كل ما يميز امة عن امة من حيث العادات والتقاليد واسلوب المعيشه والملابس والتمسك بالقيم الدينيه والاخلاقيه ومقداره الانسان في كل حضارة علي الابداع فى الفنون والاداب والعلوم والثقافه
وقد اكتشفت حضارة المعادي علي يد عالم فرنسي عام 1920 ثم تولت كليه الاداب جامعه القاهرة اعمال التنقيب وقد عثر الخبراء والباحثون علي قريه مساحتها 42 فدان
وهي عبارة عن مجموعه منازل مدفونه تحت سطح الارض واخري بالقرب منها وهذا اثر موجودا حتي االان وهي قطعه الارض الملاصقة لسور القمر الصناعى من ناحية الجراند مول والتى تمتد نحو الشرق وحتى مدخل زهراء المعادى وتوجد امام هذه الارض حاليا يافطة سوداء اللون مكتوب عليها جملة ( اثار ما قبل التاريخ ) وهى تستخدم حاليا كجراج عشوائى للسيارات يديرها بعض الصبية

وفى هذه المكان ومنذ 5500 سنة قبل الميلاد سطر سكان المعادى القدامى تاريخ وحضارة جديدة لمصر اسمها ( حضارة المعادى ) والتى يعود تاريخها الى العصر الحجرى الحديث وهو عصر ما قبل الاسرات وقد اكتشف الباحثون فى هذا المكان معبد مشيد من الحجر والرخام وبه بعض الادوات والحبوب مثل القمح وهو مدفون تحت الارض بجوار سور الشركة المصرية للاتصالات وقد تم دفنه مرة اخرى لاسباب يعلمها المسئولين .
وكانت منازل حضارة المعادى تتميز بالتشابه التام فيما بينها وكانت هذه المنازل تأخذ شكل الاكواخ وهى مصنوعة من الطين وسقفها مغطى بالدعائم والالواح الخشبية .

وقد وجد بجوار تلك المنازل حفر وادوات واوانى وقدور لتخزين المياه والحبوب كما عثر الباحثون على مواقد نار بدائية وهى التى كانت تسمى حتى وقت قريب ( بالانون ) وهى عبارة عن حفر صغيرة يوضع بها قطع من جذوع واوراق الاشجار ثم يشعلونها عن طريق ضرب هذه الصخور بعضها البعض فتحدث الشرارة التى يشعلون بها الموقد .
كما عثر الباحثون على آلة من الحجر الصلد لطحن الحبوب وهى التى تسمى الان ( بالرحايا ) وهى عبارة عن حجرتين مستديرين احداهما ثابت والاخر متحرك وكانت توضع الحبوب بينهما عن طريق فتحة صغيرة من اعلى ثم يدار الاخر بواسطة مقبض فتطحن الحبوب جيدا ً .
كما عثر الخبراء على مجموعة كبيرة من الاوانى الفخارية الجميلة وكذلك الاوانى النحاسية المتعددة الاشكال والاحجام ويقول العلماء والباحثون ان الانية الفخارية التى وجدت بحضارة المعادى لها ميزات خاصة تجعلها من اجمل انواع الاوانى الفخارية فى العالم لحقبة ما قبل التاريخ فقد كان البعض منها احمر اللون ذو اشكال مستطيلة وقاعدته خفيفة واخرى سوداء اللون ذو اشكال مستطيلة وقاعدته خفيفة واخرى سوداء اللون ذو اشكال كروية ولها قاعدة ملساء بما فى ذلك القدور الكبيرة التى وجدت فى المنطقة .

والقدور هى جمع قدرة وهى التى كانت تستخدم لتخزين الحبوب ووجود هذه الانية الفخارية الجميلة بحضارة المعادى هو دليل على ان هذه الاشياء كانت تصنع بأيدى صناع مهرة .

 

قدرة من حضارة المعادى
قدرة من حضارة المعادى

 

قدرة من حضارة المعادى
قدرة من حضارة المعادى

ومن الجميل ايضا فى حضارة المعادى ان العلماء والباحثون اثبتوا فى جميع الابحاث والمراجع العلمية ان حضارة المعادى هى اول حضارة فى العالم عرفت معدن النحاس وتشكيلة وكان سكان المعادى يأتون به من جبال شبه جزيرة سيناء وانهم كانوا على دراية كاملة بفوائد هذا المعدن ومزاياه مما جعلهم يصنعون منه الالات والادوات المختلفة وقد عثر الباحثون على مثقاب من النحاس له مقبض من العظام كما عثروا ايضا على سلاح يسمى بالازميل وهو مصنوع من النحاس والازميل هو الة مازالت تستخدم حتى الان فى كثير من الحرف وهى تستخدم فى نحت الاخشاب والرخام وتشكيل الصخور وعمل التماثيل وقد وجدها الباحثون فى الرسومات ترسم على الجدران فى مناظر الحروب وبعض مناظر الصيد .

( بعض الاسلحة المصنوعة من النحاس فى حضارة المعادى )
( بعض الاسلحة المصنوعة من النحاس فى حضارة المعادى )

 اما عن دفن الموتى عند سكان حضارة المعادى :
فقد كانت تجرى عادة داخل القرية واحيانا قليلة جدا خارجها وكان للسكان طقوس معينة فى دفن موتاهم حيث كان يتم دفن الميت فى وضع القرفصاء وهو محاط بالرمال الساخنة كى يحدث للجثمان اكبر قدر من التجفف لكى يحفظ الجثمان من التلف .

 

( دفن الموتى فى وضع القرفصاء عند حضارة المعادى )
( دفن الموتى فى وضع القرفصاء عند حضارة المعادى )

وكان اعتقاد سكان حضارة المعادى فى البعث بعد الموت قائما حيث عثر الباحثون بجوار الميت على بعض من المقتنيات الخاصة به من ادوات واوانى فخارية وادوات الزينة والصيد بالاضافة الى بعض الحيوانات المقدسة لديهم .
وبعد فترة زمنية اكتشف الباحثون منطقة اثرية اخرى ذات صلة بحضارة المعادى وذلك اثناء حفر مساكن زهراء المعادى وكان العالمان الاجلاء الدكتور مصطفى عامر والدكتور ابراهيم رزقانة ومعهم نخبة من الخبراء والباحثون فى علم الاثار والتاريخ قد عثروا على بعض الاثار التى ترتبط بالاكتشاف الاول لحضارة المعادى وقد تم وضع هذه الاثار مع سابقتها بمخزن تم انشاءه خصيصا فى نفس مكان الاكتشاف الاول .
اما عن حضارة المعادى وسكانها القدامى فقد استمر السكان فى التنقل من مكان الى اخر الى ان استقر بهم الحال عند شاطىء نهر النيل مابين المعادى وطره .

وفى هذه الحياة الجديدة تعلم السكان أساليب جديدة للزراعة والصيد وبعض الصناعات اليدوية الخفيفة وعرفوا محاصيل زراعية جديدة واستأنسوا الحيوانات واعتنوا بتربية الماشية والطيور وعاشوا حياة الاستقرار والنظام بدلا من حياة التنقل والخوف وقد أقام السكان مساكنهم من الطين وجذوع الاشجار وظهرت تجمعات سكانية صغيرةعلى شكل قرى صغيره وقبائل بسيطة

واعتنى السكان بدفن الموتى فى القبور والتى كانوا قد بنوها بالقرب منهم ومن المعتقد ان تكون هذه المقابر هى تلك المقابر التى كانت متواجدة حتى زمن قريب اسفل مدرسة الجمهورية ومدرسة المعادى القوميه ومدرسه المعادى التجريبيه ومدرسه المعادى الثانوية بنات وهذا مجرد اعتقاد .
وفى حضارة المعادى تطورت صناعة الالات والادوات حيث تميزت اللالات بالدقة وصغر الحجم واستقر السكان بهذا المكان واصبحت الزراعة هى العنصر الاساسى والرئيسى لمعيشتهم والتى كان من نتائجها ان تكونت على اثرها اسر و مجتمعات سكانية جديدة وبدأت تظهر فكرة التجارة لتلبى احتياجات السكان ومتطلباتهم وكانت التجارة فى بادىء الامر قاصرة على تبادل المنتجات بين الاسر فى المنازل وهو ماكان يسمى بنظام المقايضة قم تطورت بعد ذلك من خلال دكاكين صغيرة .

ثم بدأت تجارتهم تتسع لتشمل المجتمعات داخل مصر وخارجها وذلك بعد ظهور المملكات الاخرى وخاصة فى البلاد التى كانت تتشابه مع حضارة مصر مثل حضارة العراق واليمن ومملكات بلاد الشام ومع التطور التجارى والزراعى بدأ السكان يعرفون نظام التقويم وكان ذلك فى القرن الثالث والاربعون قبل الميلاد اى قبل قيام الاسرة الاولى بألف عام وهذا يدل على نضج الفكر الانسانى للمصريين ففى هذا الزمن المبكر ومن خلال دقة الملاحظة والمشاهدة المنتظمة لاحظ الانسان المصرى ظاهرة الفيضان المتكرر كل عام وبانتظام واقترانها بظهور ( نجم الشعرى اليمانى ) عند الافق مع شروق الشمس فى نفس اليوم الذى تصل فيه مياه الفيضان الى رأس الدلتا عند هليوبوليس وبذلك يكون قد مر عام على هذه الظاهرة وعندما يتكرر نفس الحدث يكون قد مر عام اخر فأخترع المصريين التقويم المكون من 365 يوما وقد قسموا السنه الى 12 شهر والشهر الى 30 يوم تضاف اليها خمسه ايام من الاعياد كل عام وقد بقى هذا النظام قائما الى ان ادخل عليه الرومان فيما بعد بعض التعديلات لكى تصحح ربع اليوم الزائد فى كل سنة وكانت السنة تقسم الى ثلاثة فصول .
( فصل للفيضان ) ( فصل للزراعة ) ( فصل للحصاد )

وعندما تقدمت الزراعه وعرف السكان صناعه الكتان وتشكيل المعادن وتخزين الغلال تطورت الحضارات المصريه الاخري عبرالعصور وتبلورت هذه الاشياء فى انشاء حكومة مركزية وشهدت الدولة المصرية نهضة شاملة فى شتى المجالات وتوصل المصريون الى الكتابة الهيروغليفية واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان واستقبلت مصر عصرا مجيدا فى تاريخها عرف باسم عصر الدولة الفرعونية والاسرات وعصر بناة الاهرامات .

 

 ( اهرامات الجيزة عندما كانت مياه النيل تصل اليها )
( اهرامات الجيزة عندما كانت مياه النيل تصل اليها )

وهنا يأتى السؤال : هل من المعتقد ان يكون سكان المعادى القدامى ضمن العمال الذين اشتركوا فى بناء الاهرامات ؟
وللاجابة عن هذا السؤال هو من المحتمل جدا جدا
والسبب فى ذلك هو ان حضارة المعادى جاءت قبل عصر بناء الاهرامات وبسبب موقع المعادى والذى يقع بين منطقة الاهرامات .
ومنطقه محاجر طرة وهي التي كانت توخذ منها بعض الاحجار والرمال الناعمه التي استخدمت في بناء الاهرامات كما ان نهر النيل كان من العوامل الهامه المشتركه بينهما حيث ان نهر النيل كان يصل مداه حتى هضبه الاهرام وكما ذكرنا فان حضارة المعادي هي حضارة تتميز سكانها بالمهارة الفائقه في الرسم والنحت علي الاحجار والرخام وخير دليل لذلك هو وجود هذه الحرف المهاريه حتى الان بالمعادى والبساتين وبالذات فى منطقه شق الثعبان الصناعيه وهي التى يقع بها الرخام ويعاد تشكيله.. وشق الثعبان هى من المناطق الصناعيه الهامه بمصر وهي تعد من اكبر القلاع الصناعيه في العالم لتصنيع وتشكيل الرخام

المصدر : المعادي في قلب التاريخ – عادل الغيطاني

Comments

  • No comments yet.
  • Add a comment