محتوي المقالة هي :
تم بناؤه من قبل الخديوي إسماعيل، الحاكم الخامس لمصر، ويقع على بعد عدة كيلومترات شمال وسط القاهرة، كان القصر في الماضي محاطا بالحقول الزراعية والقرى الريفية، يمتد من محطة مترو سراي القبة إلى محطة كوبري القبة، تحول إلى أحد القصور الرئاسية بعد ثورة 23 يوليو 1952، يحتوي على 425 غرفة ، مصم بشكل إبداعي مدهش، لما يتمتع به فن وجمال، وأهم هذه الغرف قاعة المصاحف المليئة بالنقوش الرائعة، والمصممة على الطراز الإسلامي، بالإضافة إلى ما تحتويه من مصاحف نادرة للغاية، وأثمنها نسخة من مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه.
تم افتتاح القصر رسميا في يناير 1873 في حفل زفاف الأمير محمد توفيق، ولي عهد الخديوي إسماعيل، وارتبط القصر لاحقا بحفلات الزفاف الأسطورية وحفلات الزفاف للعائلة المالكة، كما جعله الملك فؤاد الأول مقر إقامته منذ عام 1925، وخلال إقامته فيه، أمر بإجراء عدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة جدار بارتفاع 6 أمتار على مساحة 75 فدانا من الأرض، وبوابة جديدة، وحديقة خارجية، كما تم إضافة محطة سكة حديد للقطار الملكي، حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية في القاهرة.
تبلغ مساحة القصر حوالي 80 فدانا، بالإضافة إلى الحديقة التي تحيط به والتي تبلغ مساحتها 125 فدانا، مما ق يؤهله ليكون مقرا للرئاسة والحكومة ومقر إقامة الرئيس، ولكنه في الوقت نفسه يجعل عملية التنقل داخله وبين مبانيه المختلفة في غاية الصعوبة.
أجمل حجرات القصر
أجمل غرفة في قصر القبة هي الغرفة المسماة الصالون الأبيض، والتي تحتوي على مجموعة رائعة من تماثيل كبار الفنانين منهم محمود مختار وأدهم وانلي. أقيمت حفلات شاي ملكية في هذا الصالون، وفيه غنت أم كلثوم لأول مرة أغنيتها الشهيرة “ليلة عيد” قبل أن تغنيها على المسرح، وكان الملك فاروق يمدح أم كلثوم وهي تغني “نحن معنا بدر”. وكان يقصد بذلك الأميرة فاطمة طوسون، أرملة عمر طوسون، التي خطبها فاروق لفترة قصيرة، لكن سرعان ما ألغيت الخطوبة برغبة الطرفين.
شهد القصر العديد من حفلات زفاف الأمراء وملوك العائلة، بما في ذلك زواج الملك فاروق من الملكة فريدة في يناير 1938، كما أقيمت جنازة الملك فؤاد من القصر في عام 1936 ، وخلال فترة حكمه كان يعتبر هو وقصر عابدين أحد القصور الرئيسية للحكومة، كما شهد القصر أول خطاب مسجل للإذاعة المصرية من الملك فاروق من داخل هذا القصر في 8 مايو 1936 بعد عودته من إنجلترا عقب وفاة والده الملك فؤاد، وكان قصر القبة مقر إقامة شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد لجوئه السياسي في مصر عام 1979.
احتفظ الملك فاروق بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر ، حيث تضمنت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات ، بما في ذلك بيضة فيبرجيه ، التي تعود إلى آخر القياصرة الروس ، بالإضافة إلى العديد من التحف الأخرى. تم بيع معظم هذه الأشياء في مزاد علني في عام 1954 ، حضرها العديد من المهتمين ، بما في ذلك ممثلو الملكة إليزابيث الثانية وأمير موناكو.
بعد ثورة يوليو عام 1952 وإعلان الجمهورية لاحقا، أصبح القصر أحد القصور الرئاسية الرئيسية الثلاثة في مصر، أما القصران الآخران فهما قصر عابدين في وسط القاهرة وقصر رأس التين في الإسكندرية.
اعتاد الرئيس جمال عبد الناصر استقبال الزوار الرسميين في هذا القصر ، ووضع جثمانه هناك بعد وفاته أثناء انتظار جنازته في 1 أكتوبر 1970. لا يزال القصر مقرا رسميا للزوار الرسميين لمصر.
كان الرئيس أنور السادات يحب حديقة قصر القبة، وكان حريصا على التجول فيها مع زوار مصر الكبار. يقال إن السادات اتخذ قراره بتحديد “ساعة الصفر” في حرب أكتوبر 1973 في هذه الحديقة، وعندما جاء الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إلى مصر عام 1979 كان على رأس برنامج زيارته مشاهدة حديقة قصر القبة، التي قال كارتر إنه قرأ عنها في شبابه، وكانت إحدى أمنيات حياته أن يراها عن قرب، ومن الطريف أن الزعيم السوفيتي خرشوف لما زار هذا القصر علق قائلا، أن القادة الشيوعيون لو عاشوا في هذه الحديقة أسبوع واحدا فقط من شبابهم لما فكروا أبدا في تغيير العالم.
اعتاد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك استقبال الزوار من الرؤساء والملوك، وقد زار القصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحينها دخل القصر بعربات تجرها الخيول إلى المدخل، حيث كان في استقباله الرئيس السابق حسني مبارك، على درج القصر.
كما استقبل الرئيس السابق محمد مرسي الرئيس التركي عبد الله جول في هذا القصر، حيث عقد مؤتمر صحفي مشترك في حديقة القصر، وأقيم آخر احتفال بعيد العمال في حديقة القصر قبل رحيل مرسي عن السلطة.
وما زال القصر حتي الآن يستقبل الزعماء والرؤساء من كل أنحاء العالم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي اتخذ من هذا القصر مقرا لحكم البلاد.
تحدثنا في هذا المقال عن قصر القبة، وأهم 5 معلومات عن هذا القصر الفريد ، نشأة القصر، ومساحة قصر القبة، وتاريخه مع كل من الملكية والجمهورية، ونحن نعلم أننا لن نجد الكلمات المناسبة لوصف هذا القصر الرائع، والذي يعد واحدا من أهم قصور القاهرة، لما يملكه من وجهة جميلة وآسرة، وما به من جمال أخّاذ، وما يُخبئ بداخله من تاريخ مشرق زاهر.
اضغط هنا لمزيد من المعلومات والمقالات عن القبة
المصادر
سراي القبة، سراي القبة، وأهم 5 معلومات خاصة بمميزات هذه المنطقة
2 يوليو، 2023 at 11:13 مساءً[…] قصر القبة […]