**مباني الروضة وآثارها :
لعل أول وأهم منشأة أقيمت في جزيرة الروضة هي دار الصناعة ، التي أقيمت لأول مرة عام 54 ه. 674م كما قال الكندي ، بعد أن أنزل الروم هزيمة بالمسلمين عند مدينة البرلس ، وقرر بعدها الولاة بناء دار لصناعة السفن لبناء أسطول حربی يكون مستعدا لملاقاة الروم ، الذين ظلوا يحلمون ويخططون لاستعمار مصر من العرب ، إذ كانت هي درة تاج الإمبراطورية الرومانية البيزنطية .وقد أعيد بناء دار الصناعة في عصر الطولونيين ، ثم في زمن الوالى العباسي أبو موسی تكين عام ۲۹۷هه ۔ ۹۱۰ م وسنة ۳۲۱هه- ۹۳۳م. ولكن هذه الدار أحرقت عام 934م أيام محمد بن طغج الإخشيد الذي أمر بإقامة دار أخرى شمال مدينة الفسطاط على الشاطىء الأيمن للنيل ، واستمرت هذه الدار إلى العصر الفاطمي …. إلا أن بعض المؤرخين يقولون إن ما تم نقله إلى الفسطاط مکان بستان الطواشی هو جزء من دار الصناعة المحروقة في الروضة ، ويؤيدون قولهم إنه كانت هناك داران للصناعة في عهد الفاطميين : إحداهما بالروضة ، والأخرى في الفسطاط … ولما طرح البحر في المسافة بين الفسطاط ودير النحاس ، وتكونت أرض جديدة ، نقلت دار الصناعة إلى ساحل مصر تجاه ” دار النحاس ” أي دير النحاس ؛ حيث استقرت فترة طويلة ، ثم نقلت إلى ساحل بولاق في أيام محمد على باشا الكبير . .
**مقياس النيل .. من العصر الفرعونی :
** اهتم المصريون القدماء بقياس منسوب النيل ، ليس فقط ليحدد الملك أو الفرعون مقدار الضرائب .. ولكن ليعرفوا هل هذا العام عام رخاء .. أم عام قحط ووباء ؛ ولهذا أقام الفراعنة والكهنة مقاییس عديدة للنيل ، حتى في المعابد القريبة من النهر مثل منف وعين شمس وغيرهما . وامتد هذا الاهتمام إلى العصر الإسلامي ، فكان أول مقياس أقيم بها في جزيرة روضة عام ۹۷ ه – ۷۱5م ، أقامه أسامة بن زيد التنوخي عامل خراج مصر “الضرائب ” أو ( وزير المالية بلغة العصر ) في زمن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك. وأقيم في الطرف الجنوبي من الجزيرة . وتمت صيانته عام ۱۹۹ ه – 814م في من الخليفة المأمون العباسي .
وكانت إدارة المقياس والإشراف عليه حتى العصر العباسي ، يتولاها الأقباط ، ولكن اعتبارا من عام ۲4۷ ه – 861م تولى هذه المهمة عبدالله بن عبد السلام ابن ابي الرداد مؤذن جامع عمرو بن العاص ، ورشحه لهذه المهمة القاضي بکار بن قتيبة . وظلت هذه الوظيفة يتوارثها أبناؤه حتى العصر العثمانی . ثم جدد المقياس وأعيد بناؤه عدة مرات ، وهو اليوم من أهم الآثار العربية في الطرف الجنوبي من جزيرة الروضة . ويطلق عليه المقياس الهاشمي ؛ لأنه آخر مقیاس بني في مصر .. : الروضة .. والعصر الحديث ولماذا المنيل الآن ؟
** وفي العصر الحديث دخلت جزيرة الروضة مرحلة جديدة ، خصوصا مع بداية عصرمحمد على باشا وأسرته العلوية … ففي عام ۱۸۱۱م ، أهدى محمد على جزيرة الروضة إلى صهره عباس باشا یکن ۔ وكان الوصول إليها آنذاك بواسطة القوارب ؛ لأن كوبرى الملك الصالح القديم كان قد بلى وتداعى للسقوط . وكانت الروضة في ذلك الوقت أرضا زراعية ، فلما توفي عباس باشا یکن وزوجته تبادلها الورثة . ثم بيع الجزء الواقع إلى جنوب شارع الروضة الحالي الى شركة توحيد الأراضي المصرية ليمتد . ويقول البعض إن حسن باشا المناسترلی وزٹ أرض حديقته وأرض منزله عن عباس باشا يكن ، وأنه رفض أن يبيعها للشركه المذكورة .
وفي عهد هذه الشركة تم إنشاء كوبري الملك الصالح من جديد ، وأقيمت فوقه سكة حديد ضيقة تصل الروضة بجبل «أبو السعود » في مدينة الفسطاط لنقل الرمال اللازمة لردم الجزيرة وتعلية أرضها .. وكانوا ينقلون الطمى من النيل للغرض نفسه بالكراكات. ولكن بعد أن تم تمهيد أرض الجزيرة ، وأصبحت صالحة للتقسيم ، استولى عليها الجيش الإنجليزي ، وأقام عليها معسكراته . ثم رحل الإنجليز عنها فانتظمت للبيع طبقا للمخطط السابق ، وتسارع الناس إلى تملكها .. وفي أثناء تواجد معسكرات الجيش الإنجليزي بالروضة ، تم بناء كوبري الخديو عباس حلمي الثاني ليصل بين جزيرة الروضة ومدينة الجيزة . وكذلك تم بناء کوبری الملك الصالح من جديد ، واحتفظ باسم الملك الصالح تخليدا لذكرى الملك الصالح نجم الدين أيوب أشهر من اهتم بجزيرة الروضة .. وأقام فيها قلعته وقصره ، وأول من بنی جسرا بالمعنى المعروف ليربط الجزيرة ببر مصر .. الفسطاط !!
وقد تم إنشاء کوبری عباس وكوبرى الملك الصالح عام 1908م، وتم إنشاء طريق بينهما هو الآن شارع الرو ضة .. وتم تشغيل خط للترام – دائري – من العتبة إلى الجيزة عبر دير النحاس ، ثم كوبرى الملك الصالح إلى شارع الروضة ، فکوبری عباس إلى میدان الجيزة .. ثم إلى منطقة الأهرام … وكان إنشاء هذين الكوبريين فاتحة عهد التعمير الحقيقي للروضة ، إذ بعد هذا التاريخ بدأ سيل العمران يصل إلى الجزيرة ، فتم تشييد مئات المنازل والعمارات وامتدت فيها شبكة هائلة من الشوارع
، أهمها :
•شارع النيل وأول من بنى فيه منزلا هو محمود بك أبو النصر .
•شارع الإخشيد وأول منزل بنی فيه هو منزل الشيخ محمد بك زيد المدرس بمدرسة الحقوق .
• شارع المقياس وأول منزل بنی فيه هو منزل أحمد رشوان.
•شارع قلعة الروضة ، وكان أول منزل بنی فيه هو منزل قمحة بك .
•وشارع عاطف بركات لأن أول من بنى فيه هو عاطف بك برکات ، ثم تغير اسم هذا الشارع إلى شارع حافظ إبراهيم حکیمباشی الخاصة الملكية تخليدا لذكراه .
•شارع الملك الصالح ، وأول منزل بني فيه هو منزل أمين رفعت ثم المدرسة الإنجليزية .
ويتقاطع مع هذه الشوارع : شارع الملك المظفر ، ثم شارع المماليك الذي يقع على تقاطعة بشارع المنيل ميدان المماليك البحرية ، ثم شارع المختار وشارع دار الصناعة ، واول من بنى فيه منزلا هو على باشا ثاقب المستشار السابق .. وفي أوائل الأربعينيات من القرن العشرين ، امتلأت الروضة شمالا وجنوبا بالمنازل الآهلة بالسكان ، وتضاعفت حركة المرور في الشوارع وبالذات في الشارع الرئيسى فكان فيه خط ترام العتبة – الجيزة . كا تمر في شارع المنيل والشارع الرئيسي بالروضة سیارات شركة ثورنکروفت الفاخرة – كما يقول فؤاد فرج في مؤلفه عن مدينة القاهرة الصادر عام ۱۹4۲م . وكانت من أولى الشركات التي نظمت خطوطا لنقل الركاب بالاتوبيسات السريعة الحديثة في مدينة القاهرة .
•ولكن لماذا منيل الروضة ؟!
في العصر التركي بين عامي 1517م و1805م أيام محمد على ، نشأت قرية صغيرة في شمال جزيرة الروضة عرفت باسم منيل الروضة ، أي إن القسم الجنوبي من الجزيره هو الروضة وحدها .. والقسم الشمالى هو الذي حمل اسم المنيل . ويعتبر قصر الأمير محمد على توفيق الذي كان وليا لعرش مصر ، هو أشهر مبانی منيل الروضة هذه ، وقد أقامه الأمير على مساحة تزيد على 17 فدانا عام 1901م ، وهو آية من آيات الفن المعماري ، وقد صممه الأمير بنفسه الذي كان يتمتع بثقافة غربية وشرقية .. فجاء القصر تحفة في العمارة الشرقية . وبحديقه القصر مجموعة نادرة من الأشجار ، ويحيط بالقصر سور على طراز هندی ، شیده الأمير بعد زيارته للهند . أما المسجد فقد شيده الأمير في مطلع القصر ، فجاء تحفة من آيات الفن العربي الحديث .
وظل الناس – الأغنياء والفقراء – يقصدون جزيرة الروضة للنزهة ، منذ أقام القائد إبراهيم باشا ابن محمد على بستانا عظيما للنزهة ، وكان الناس يترددون عليه أيام الأعياد وشم النسيم للاستمتاع بالأشجار التي جلبها من بلدان الشرق الأقصى ، وعلى أنواع الحيوانات والطيور والخلجان التي تجرى فيها المياه .. أي إن هذا البستان كان بداية لأول حديقة نباتات وحديقة للحيوان في العصر الحديث ، سبقت مشروع الخديو إسماعيل في منطقة الأورمان .. وفي جزيرة منيل الروضة كان الناس يزورون «الشجرة المندورة »، التي تشفی – في اعتقادهم – الجروح المستعصية وتهب النسل للمرأة العاقر ، التي تمر تحت جذورها البارزة فوق سطح الأرض !! وكان العامة يذهبون إلى الجزيرة في الأعياد وشم النسيم والمواسم ، يحملون طعامهم وشرابهم يغنون ويرقصون ويركبون الزوارق وسط أصوات الطبول والمزامير إلى ما بعد الغروب .. تماما كما يفعل أحفادهم اليوم ، عندما يذهبون إلى حديقة الحيوان والقناطر الخيرية وبقية المتنزهات يوم .. شم النسيم .
وعلى الجانب الشرقي لجزيرة الروضة انتشرت قصور الأمراء والأغنياء ، منها قصر سليم الجزائرلی . و بستان المندورة نسبة إلى هذه الشجرة العجيبة ، وأرض السيدة البارودية ، وأراضي حسن باشا يكن ، وقصر وحدائق على باشا شریف . وقصر وحديقة ذو الفقار باشا ، ثم قصر و بستان الخديو إسماعيل ، وهل هذا هو البستان الذي أقامه والده إبراهيم باشا ؟.. ثم الطريق الموصل إلى مسجد قايتباي في وسط الجزيرة ، وهي تفصل قصر إسماعيل عن قصر والدة عباس الأول .. وعلى الشاطىء الغربي للجزيرة المقابل لمدينة الجيزة ، يليه من الجهة الجنوبية قصر أمين باشا ، يليه أرض حسين باشا يكن ، ثم أراضي على شريف باشا فأرض الخديو اسماعيل ثم أرض الفريق أحمد المنكلي باشا وغيرها .. أما في طرف الجزيرة ، فقد أقيم معمل للبارود بعيدا عن المساكن ، تولى إدارته الفرنسي بارتلا !!
••ولكن أشهر ما بقي من قصور هذا العصر ، هو قصر المناسترلى ، وهو حسن فؤاد باشا المناسترلى الذي كان أول محافظ لمصر حمل هذا اللقب ؛ إذ عين من أول ربیع ۱۲۷۱ ه حتى 15 ربيع عام ۱۲۷۲ ه ، وذلك في عهد محمد سعيد باشا الولى الثالث بعد إبراهيم وعباس الأول . ولم يكن يسبق محافظ مصر في البروتوكول إلآ مدیر الديوان ، وكان المحافظ وقتها بمثابة الكتخدا أي نائب الحاكم أو الوالى .. وشغل المناسترلى وظائف عديدة فكان كتخدا خديو يتصرف في أمور مصر بأمر وليها من 19 ربيع الأول ۱۲66 ه إلى ۳۰ جمادى الآخرة ۱۲۷۰ ه. وأحيل إلى رئاسة مجلس الأحكام من ۲۹ شعبان عام ۱۲6۸ ه إلى ۳۰ جمادى الآخرة ۱۲۷۰ ه في عهد عباس الأول . وفي عهد محمد سعيد باشا ، أصبح وكيلا ثم ناظرا للداخلية من ۲ رمضان ۱۲۷۳ه. إلى 26جمادى الآخرة ۱۲۷4 ه ، وكان بذلك ثانی ناظر «وزير » للداخلية في مصر ، بعد الأمير أحمد رفعت باشا ابن إبراهيم باشا والى مصر ؛ إذ كان أحمد رفعت باشا أول ناظر «وزير للداخلية » في تاريخ مصر .
ومن الطريف أن جزيرة الروضة كانت تابعة لمركز الجيزة ، ثم تبعت للقاهرة في العصر الحديث . : وعندما زاد الضغط على مستشفى قصر العيني ، قررت الحكومة إنشاء توسعات جديدة ، فأقامت في المنيل – في الجزء الشمالي من الجزيرة – مستشفى المنيل الجامعي الذي أشرف على إنشائه الدكتور الشهير على باشا إبراهيم ، وحمل المستشفى الجديد اسم مستشفى فؤاد الأول لأنه كان تابعا لجامعة فؤاد الأول ، وقد أقيم هذا المستشفى على مساحة 5۲ فدانا في المكان نفسه ، الذي كان فيه البستان الرائع الذي أقامه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالى عام 1094 م، وهو البستان الذي أطلق عليه اسم «الروضة ». ومستشفى فؤاد الأول هذا هو أول مستشفى عصرى ، يتم تخطيطه على هيئة مستشفى بما يحتويه من أقسام ومبان منفصلة متصلة .. وتم بناء المستشفى خلال 15 سنة، وتكلف مع مبانی كلية الطب ملیونا و ۳65 ألف جنيه ، خص المستشفى منها ۸۱5 ألف جنيه.
ولكن المنيل – الروضة شهد فترات اضمحلال وفترات نهوض ؛ إذ بقي في المنيل ما يقال عنه : المنيل القديم .. مبان أقيمت بالطين والقش خصوصا في الجزء الشمالى بعد المنطقة التي أقيم عليها المستشفى الجامعي الجديد . ومازالت بقايا هذه البيوت الطينية قائمة بجوار كوبرى الجامعة ، الذي أقيم عام 1958م للربط بين كليات الجامعة وأحياء المنيل ومصر القديمة . وساهم إنشاء هذا الكوبرى في إزالة عديد من البيوت الطينية ، عند فتح الطريق أمام الكوبرى ، ثم سرعان ما قامت العمارات أمام الكوبری الجديد .. وذهبت بساتين الروضة .. وبساتين المنيل .. ولم يعد باقيا منها في نهاية القرن العشرين إلا شريط ضيق من الحدائق المتواضعة ، يبدأ من خلف مباني المستشفى الجامعي ، ويمتد حتى يصل إلى كوبري عباس “الجيزة ” على طول شارع الملك عبدالعزيز آل سعود ، الذي يقطع الجزيرة من أقصى جنوبها عند الطرف الجنوبي للجزيرة إلى أقصاها شمالا عند الطرف الشمالى للجزيرة ، ويكاد يلامس ظهر فندق المريديان الجديد ، الذي أقيم مكان الكازينو النهرى الشهير ، الذي كان يقبع عند الطرف الشمالى للجزيرة ويحمل اسم : فونتانا !! •كباري الروضة .. من جسر المراكب .. إلى الكباري العصرية.
••وبعد أن كان يربط بين الجزيرة وبر مصر عبر سيالة الروضة الجسر ، الذي أقامة الرومان فوق المراكب الصغيرة ، ثم الجسر الذي بناه الملك الصالح أيوب … أصبحت جزيرة الروضة تنعم بمجموعة من الكباري العصرية أبرزها من الجنوب إلى الشمال : •كوبري عباس الثاني الذي يوصل بين الروضة ومدينة الجيزة ، أقيم أيام الخديو عباس حلمي الثاني ، وافتتح يوم 6 فبراير 1908م، وتكلف 180 ألفا و 100 جنيه مصرى لاغير . وكان طوله 535 مترا ، أقامه المقاول الإنجليزي سير وليم أورل . وكان عرض الكوبری ۲۰ مترا ، منها 15 مترا للطريق يمر عليه الترام ذهابا وإيابا . ويسبب خطأ فني في بغال الكوبرى ، حدث هبوط وأصبح الكوبرى يمثل خطورة بسبب أحمال عربات الترام .. ثم خطوط التروللى باص .
وهذا الكوبرى شهد أحداثا دامية في الأربعينيات عندما كان طلبة الجامعة والمدارس العليا تتظاهر ضد الاحتلال البريطاني ، ومازال حادث كوبری عباس ماثلا في أزهان. ثم تم هدم هذا الكوبرى بعد أن فشلت محاولات إنقاذه ، وأعيد بناء کو بری جدید محله عام ۱۹۷۰م. : وأمامه على الطرف الآخر الشرقي كوبري الملك الصالح ، الذي أقامه نفس المق اول، الذي أقام کو بری عباس ، وتم معه في العام نفسه ؛ أي عام 1908م، وكان طوله ۸۳ مترا وعرضه 15 مترا وتكلف 19 ألف جنيه !! •ثم كوبرى الجامعة العصري الذي أقامته شركة كروب الألمانية ، ليصبح أول کوبری خرساني في مصر . وانتهى عام 1958م ، وهو أيضا أول كوبرى علوى يقام على النيل أي لا يحتاج إلى فتحه لتعبر الملاحة منه .. ويمتد عليه كوبرى قصر محمد على توفيق الذي يخترق المرور إليه نافذة شيم الشافعي ، بين مباني أقسام مستشفی قصر العينى . وبينه وبين كوبرى الملك الصالح تم بناء كوبري سيالة الروضة في أوائل الستينيات من القرن العشرين ..
ثم کوبری محمد على الذي أنشىء ليربط بين مباني مستشفى قصر العيني القديم وجزيرة الروضة ، وحمل اسم محمد على لأنه أقيم ليوصل بين القاهرة وقصر الأمير محمدعلی توفیق شقيق الخديو عباس حلمي الثاني ، الذي تم في عهده إنشاء هذا الكوبرى عام 1908 بعرض 15 مترا وتكلف 16 ألفا و500 جنيه . ومازال هذا الكوبرى يقوم بعمله خير قيام ، ويعبره يوميا الآلاف من طلبة الطب بين أقسام مستشفى قصر العيني ومستشفى المنيل الجامعي بأرديتهم البيضاء . ولا ندری کم يتكلف هدم هذا الكوبرى .. لو تقرر ذلك لأن كل ماتكلفه في البناء هو هذا الرقم الهزيل 16500 جنيه .
•• أما لماذا أصبحت هذه الجزيرة تحمل اسم المنيل .. فإنه يقال إن محمد علی باشا الكبير أقام مصنعا فوق هذه الجزيرة لصنع ” النيلة ” لإنتاج ” الصبغة ” التي كانت تستخدم في صباغة الأقمشة . والنيلة كانت أهم مواد الصباغة في هذه الفتره .. اي ان ” المنيل ” هو اسم مكان لهذا المصنع !!